ان الحقيقة، في اهتمامات الحياة العملية الكبرى، هي مسألة التوفيق بين المتناقضات والتجميع بينها، بحيث أن القليل جداً من الناس يمتلكون عقولاً واسعة وحيادية ليقوموا بالتكيف مع المقاربة من الصواب، ولابد من ذلك عن طريق عملية الصراع الفض بين المتقاتلين اللذين يحاربون تحت رايات متناحرة في أي من المسائل المفتوحة والمطروحة للجدل.اذا ما كان لدى أي من الرأيين حجة أقوى من الآخر، ليس فقط في أن يجري تحمّله، بل لكي يُشجَع ويُقبَل، فانه ذلك الرأي الذي صادف أنه في زمان ومكان معينين كان لدى أقلية. وذلك هو الرأي الذي يمثل في المرحلة الحالية المصالح المهملة، ذلك الجانب من الحالة البشرية المهددة بنيل اقل من حصتها.انني مدرك بأنه ليس هناك، في هذا البلد، اي تعصب ضد الاختلافات في الرأي في معظم المواضيع . لقد قُدمت لأجل ان تبين، عبر أمثلة متعددة ومقبولة، شمولية الحقيقة القائلة بأنه ليس هناك فرصة للعب النظيف لكل أطراف الحقيقة إلا من خلال تنوع الآراء.عندما يمكننا ايجاد بعض الاشخاص، اللذين يشكلون استثناءً للاجماع الظاهري للعالم حول أي موضوع، حتى لو كان العالم على صواب، فانه من المعقول دائماً ان يكون لدى المعارضين شيئاً يستحق الاستماع إليه ليقولونه لأنفسهم، وآن تفقد الحقيقة شيئاً من خلال صمتهم.‫#‏عنـالحرية‬ لجون ستيوارت ميل

Your Comment Comment Head Icon

Login