روى ﺟﻤﺎل اﻟﺪﻳﻦ ﻣﺆﻟﻒ ﻛﺘﺎب (ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ) عن اﺑﻦ ﻳﻬﻮذا مايلى:- ﻗﺎل: «ﻛﻨﺖ ﺻﺪﻳﻘًآ ﺣﻤﻴﻤﺎ ﻻﺑﻦ ﻳﻬﻮذا. ﻓﻔﻲ ذات ﻳﻮم ﻗﻠﺖ ﻟﻪ إذا ﻛﺎن ﺣﻘًآ أن اﻟﻨﻔﺲ ﺗﺤﻴﺎ ﺑﻌﺪ ﻣﻔﺎرﻗﺔ اﻟﺠﺴﺪ وﺗﺒﻘَﻰ ﻗﺎدرة ﻋﲆ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻷﺷﻴﺎء اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ؛ً ﻓﻌﺪﻧﻲ وﻋﺪا ﺻﺎدﻗًﺎ أﻧﻚ إذا ﺗﻮﻓﻴﺖ ﻗﺒﲇ ﺗﺄﺗﻲ وﺗﺨﱪﻧﻲ ﺑﻤﺎ ﻫﻨﺎﻟﻚ، ﻷﻋﺪك ﺑﺄﻧﻨﻲ إذاً ﻣﺖ ﻗﺒﻠﻚ أﻓﻌﻞ — أﻳﻀﺎ — ذﻟﻚ. ﻓﺄﺟﺎﺑﻨﻲ إﱃ ﻫﺬا اﻟﺴﺆال وﺗﻮاﻋﺪﻧﺎ ﻋﲆ ﻫﺬا اﻷﻣﺮ.ﱢ ﺛﻢ إﻧﻪ ﺗﻮﰲَ وﻣﺮت ﺑﻀﻊ ﺳﻨﻮات دون أن ﻳﻈﻬﺮ ﱄ، وﻟﻜﻨﻨﻲ ﰲ ذات ﻟﻴﻠﺔ رأﻳﺘﻪ ﰲاﻟﺤﻠﻢ ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ: أﻳﻬﺎ اﻟﻄﺒﻴﺐ. أﻣﺎ وﻋﺪﺗﻨﻲ ﺑﺄن ﺗﺄﺗﻲ ﺑﻌﺪ الموت وﺗﻄﻠﻌﻨﻲ ﻋﲆ ﻣﺎﺟﺮى ﻟﻚ. ﻓﻀﺤﻚ وأدار ﻋﻨﻲ وﺟﻬﻪ. ﻓﻘﺒﻀﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﻣﻦ ﻳﺪه وﻗﻠﺖ ﻟﻪ: «ﻻأﺗﺮﻛﻚ ﺣﺘﻰ ﺗﺨﱪﻧﻲ ﻛﻴﻒ ﻳﻜﻮن اﻹﻧﺴﺎن ﺑﻌﺪالموت». ﻓﺄﺟﺎﺑﻨﻲ: إن اﻟﻌﺎم ﻋﺎد إﱃاﻟﻌﺎم واﻟﺨﺎص دﺧﻞ ﰲ اﻟﺨﺎص. ﻓﻔﻬﻤﺖ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﻛﻼﻣﻪ اﻟﺬي ﻣﻌﻨﺎه أن اﻟﻨﻔﺲ اﻟﺘﻲﻫﻲ ﺟﻮﻫﺮ ﻋﺎم ﻗﺪ ﻋﺎدت إﱃ اﻟﺠﻮﻫﺮ اﻟﻌﺎم. واﻟﺠﺴﺪ اﻟﺬي ﻫﻮ ﻋﻨﴫ ﺧﺎص ﻗﺪﻋﺎد إﱃ اﻷرض ﻣﺴﺘﻘﺮ اﻟﻌﻨﴫ اﻟﺨﺎص. ﺛﻢ اﻧﺘﺒﻬﺖ وأﻧﺎ أﻋﺠﺐ ﺑﺮﺷﺎﻗﺔ ﺟﻮاﺑﻪ...!!
Your Comment