رغم أن درجة تحضّرنا ومعرفتنا اليوم تفوق كل الأجيال الإنسانية السابقة، إلا أننا نعيش أزمة هوية ووعي غير مسبوقة في التاريخ. يمكننا القول بسهولة ان الجيل الذي يعيش اليوم هو أكثر الأجيال المأزومة في تاريخ البشرية… نحن الجيل الوحيد الذي توصّل إلى القدرة التكنولوجية التي تخوّله القضاء على الكوكب برمّته، والجيل الوحيد الذي صعد إلى كواكب أخرى وبحث عن الله وعن مخلوقات أخرى عليها، والجيل الوحيد الذي نقّب باطن الأرض ليكتشف عظام أسلافه ناقضاً بذلك آلاف السنين من الأنبياء والكتب المقدّسة، والجيل الوحيد الذي يخلق الآلهة من كل شيء حوله ويميتها كل يوم أربعون مرّة. رغم ذلك، نحن الجيل الأكثر إلحاحاً – وقلقاً – في بحثه عن إجابة على سؤاله الأكثر جوهرية: لماذا كلّ هذا الوجود يا ترى؟ من نحن ككائنات؟ وبحقّ السماء، ما الذي نفعله هنا على هذا الكوكب الأزرق؟

Your Comment Comment Head Icon

Login