كانت القبعة تصير إذاً لازمة موسيقية في المقطوعة التي هي حياة سابينا. كانت هذه اللازمة تتكرر دائماً وأبداً آخذة في كل مرة معنى جديداً. وكانت هذه المعاني تمر كلها عبر القبعة الرجالية كما يمر الماء في مجرى النهر. وأستطيع القول إن مجرى النهر هذا مشابه لمجرى نهر هيراقليط: «إننا لا نستحم مرتين في النهر نفسه». كانت سابينا ترى أن القبعة الرجالية مجرى نهر يسيل فيه كل مرة نهر آخر، نهر «لغوي آخر»، حيث يثير الشيئ نفسه كل مرة معنى جديداً، ولكن هذا المعنى الجديد كان يرجّع (مثل صدىً أو موكب أصداء) كل المعاني السابقة . . فتظنُّ حينها كل تجربة جديدة معيوشة بإيقاع أكثر غنى.

Your Comment Comment Head Icon

Login